تقدّمْ أيّها الوحيد | شعر

أحمد زيان

 

العصافيرُ تُزْهِرُ في أيادي الأمّهات

تضيءُ مشربيّاتِ القدسِ

مِنْ مشيِكَ الخفيفِ في كلامِها المذهّب

تُشْرِعُ الأسبلةَ لريحِ السّفنِ وأثوابِ النّجوم

حيثُ روحُكَ فضّةُ الغضب

شرابٌ كأنّهُ مدائحُ الحجازِ

لرحلةِ النّبيّ في شرقِ

المجاز

 

تقدّمْ إلى نفسِكَ العالية

تقدّمْ بما فيكَ مِنْ روائحِ القرى الباقية

وأنفاسِ الصحاري موشومةً بمواويلِ البحرِ

وندى الفلّاحاتِ السّارحاتِ بسلالهنّ

في السّهول

 

تقدّمْ أيّها الوحيدُ

يسمّونَكَ ذئبًا وأسمّيكَ غزالًا

يرقصُ مثلَ فراشةٍ في أرضِ

الضّباع

 

تقدّمْ

جروحُنا أوسعُ مِنْ بلادِنا

وصمتُكَ أفسحُ مِنْ كلامِنا

وأصابعُكَ الحريقُ بدايةُ الطّريقِ

لرقصِ الغريقِ

العميقْ

 

تقدّمْ

نعلّقُ أجسادَنا مراجيحَ لاسمِكَ في الخلودْ

لوجودِكَ في الوجودِ الّذي ليسَ لأحدٍ

سواكَ، سماكَ وبعضِ

شذاكْ

 

تقدّمْ

بئرًا مِنْ شعرِ العراقِ،

فِداك. إنْ مضيْنا، لا تلتفتْ إليْنا

إنْ أدرْنا ظهورَنا، لا تكترِثْ لأعذارِنا،

وخلْفَنا، دونَ أسرّةِ قلوبِنا، إنْ تركناك

تنهشُ الضّارياتُ

لحمَك

 

تقدّمْ

أيُّها الحسينُ الجميل

كحلًا في عينِ التّرابِ الظّليلِ

النّخيلْ

 

واضرِبْ بِحُبِّكَ

قُبْحَ القلاع

 


 

علي مواسي

 

 

شاعر وباحث. يعمل محرّرًا لمجلّة فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة، بالإضافة إلى إصدارات مؤسّساتيّة وخاصّة، وتدريب مجموعات، وتدريس علوم العربيّة والإسلام، والاستشارة الثقافيّة. له مجموعة شعريّة بعنوان "لولا أنّ التفّاحة"، وكتاب من تحريره بعنوان "الثقافة الفلسطينيّة في أراضي 48"، ومشاركات في مشاريع كتابيّة وفنّيّة جماعيّة عديدة.